ارتفاع الذهب مدعوماً بتراجع الدولار والتوترات الجيوسياسية

شهدت أسعار الذهب تحسناً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم (الخميس)، مدفوعةً بانخفاض قيمة الدولار إلى أدنى مستوياته منذ مارس 2022، بالإضافة إلى تصاعد المخاوف بشأن الأوضاع الجيوسياسية غير المستقرة في منطقة الشرق الأوسط، والشكوك المتزايدة حول استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وأظهر تقرير نشر في جريدة «وول ستريت جورنال» أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يفكر جدياً في اختيار شخصية أخرى لتولي منصب رئيس الفيدرالي بدلاً من جيروم باول في وقت مبكر من شهري سبتمبر أو أكتوبر القادمين، وهو الأمر الذي أثار قلقاً عميقاً بشأن تأثير ذلك المحتمل على حيادية البنك المركزي وقراراته.
ووصف ترمب أداء باول بـ«المخيب للآمال»، وألمح إلى أنه يضع نصب عينيه ثلاثة أو أربعة مرشحين محتملين ليخلفوه في هذا المنصب الرفيع، الأمر الذي ساهم في تعزيز مكانة الذهب كملاذ آمن للمستثمرين في ظل هذه الظروف الضبابية وعدم اليقين التي تكتنف المشهد الاقتصادي.
وفي نفس السياق، ساهم الانخفاض الملحوظ في قيمة الدولار الأمريكي في جعل الذهب، الذي يتم تسعيره بهذه العملة، أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يمتلكون عملات أخرى، مما زاد الإقبال عليه وساهم في ارتفاع سعره.
وتراجع مؤشر «بلومبيرغ» للدولار بنسبة 0.3% كاملة، ليسجل بذلك أدنى مستوى له منذ شهر أبريل من عام 2022، مع انخفاض قيمة الدولار أمام كل من الين الياباني وعملة تايوان.
كما انخفضت أيضاً عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات لتصل إلى 4.27%، الأمر الذي عزز من التوقعات بخفض أسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعاً في السابق.
وعلى صعيد التوترات الإقليمية، أشاد الرئيس ترمب خلال قمة حلف شمال الأطلسي بالهدنة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وإيران، والتي استمرت لمدة 12 يوماً، وأعرب عن نيته في التفاوض مع إيران بهدف إنهاء طموحاتها النووية خلال الأسبوع القادم.
ومع ذلك، تترقب الأسواق العالمية عن كثب صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي وبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي المقررة اليوم وغداً، والتي من شأنها أن تلقي بظلالها على حركة التداول.
وفي الأسواق، ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة طفيفة بلغت 0.1% لتصل إلى 3347 دولاراً للأونصة الواحدة، في حين ارتفع سعر التسليم الفوري بنسبة أقل من 0.1% ليصل إلى 3334.46 دولار.
وفي سياق منفصل، شهدت أسعار النفط ارتفاعاً لليوم الثاني على التوالي، وسط ترقب المستثمرين للتطورات المتعلقة بوقف إطلاق النار في منطقة الشرق الأوسط وتأثيرها المحتمل على إمدادات النفط العالمية.